ما لا يقوله حزب الله مباشرة وهو المعروف عن قيادته حسن تدبيرها للامور وحكمتها في استيعاب الاشخاص والقضايا الطارئة بهدوء وروية وكذلك انتقاء العبارات بعناية للتعبير عن اي موقف، يؤكده حلفاء الحزب في 8 آذار والذين ذاقوا "الامرين" في المشاورات الانتخابية طيلة الفترة الماضية مع رئيس التيار الوطني الحر ووزير الخارجية جبران باسيل الى درجة ان حزب الله لم يعد يطيق سماع الشكاوى التي انهالت على باسيل بالاضافة الى سرد جزء مما دار من نقاشات بين باسيل وممثلي احزاب 8 آذار وماكيناتهم الانتخابية وخصوصاً في الدوائر التي شهدت اخذاً ورداً طويلين.
هذه الاجواء تنقلها اوساط قيادية في 8 آذار وشاركت في معظم النقاشات والمفاوضات الانتخابية بين التيار وحزب الله من جهة وبين الطرفين والاطراف الاخرى في 8 آذار من جهة ثانية. وتكشف الاوساط ان اعتراض باسيل على ترشيح حزب الله للشيخ حسين زعيتر وهو احد قيادييه المرموقين في "بلاد جبيل" ويمتلك علاقات واسعة مع النسيج الجبيلي ويحوز احترام الكل منذ 14 عاماً وبالطريقة التي ظهرت في الاعلام ازعج الحزب وقاعدته الشعبية بعد ان كانت العديد من القيادات الجبيلية الشيعية وقريبة من امل وحزب الله عقدت اكثر من اجتماع في قرى جبيل وابلغت مسؤولي "الثنائي" في المنطقة ان شيعة جبيل ليسوا "كمالة عدد" لاحد وليسوا "مراقي طريق" حتى بلاقوا التجاهل والحرمان من نواب المنطقة منذ العام 2005 حتى اليوم وانهم سيقاطعون الانتخابات اذا ما بقي امر المقعد الشيعي مرهوناً بيد باسيل والذي كان اعطى وعداً لاحد "المتمولين الشيعة" بانتدابه لتمثيل شيعة جبيل على لائحة التيار. وتشير الاوساط الى ان اللقاءات بدأت مطلع العام الحالي واستمرت حتى نهاية كانون الثاني حيث بدأت تتشكل صورة المشاركة الشيعية في انتخابات جبيل ولم تحسم شخصية المرشح الا بعد لقاء مطول بين الرئيس نبيه بري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وتم التطرق فيه الى كل تفاصيل التحالف الانتخابي بين الطرفين ومن دون تعقيدات.
وتشير الاوساط الى ان رفض باسيل لمرشح الحزب زعيتر ومحاولة "تحريك" الشارع الجبيلي ضده ازعج اهالي المنطقة وقيادة الحزب وجعل من الامر محط احراج للطرفين قبل ان يتقرر اخيراً ان يخوض التيار وحزب الله الانتخابات في كسروان جبيل بلوائح منفصلة.
وقبل ايام من انتهاء مهلة تسجيل اللوائح تؤكد الاوساط ان شخصية بارزة في حزب الله واخرى في الحزب السوري القومي عملتا على تبني الحزب لترشيح القيادي المستقيل من التيار الدكتور بسام الهاشم والذي نسج علاقات مع كل احزاب 8 آذار خلال تمثيله التيار في لقاء احزاب 8 آذار كما عمل مسؤولاً للاتصالات السياسية بين التيار والاحزاب والقوى الفلسطينية. اختيار الحزب للهاشم ازعج بدوره باسيل وهو "المتمرد" على قرارات تياره والذي اجرى استطلاعات أكدت تفوق النائب الحالي سيمون ابي رميا على الهاشم فيما يؤكد آل الهاشم في "الجرد" تفوق مرشحهم بسام على ابي رميا وانهم لن يقبلوا ببديل عنه.
وباختيار الهاشم رد حزب الله اعتبار مرشحه زعيتر في جبيل وفق الاوساط ورد "الصاع" صاعين لباسيل الذي امعن في "الاستئثار" ومحاولة وضع اليد على كل مقاعد مرشحي حلفاء الحزب كما وقف في اكثر من منطقة متصدياً لحليفه من بعلبك الهرمل الى الشوف وعاليه الى الجنوب من الزهراني الى حاصبيا.
وتؤكد الاوساط ان رغم ان العلاقة السياسية والاستراتيجية ممتازة بين حزب الله وباسيل وتياره لكن الامور باتت تخرج احياناً خارج اطار التنافس الانتخابي لتتعدى الى ابعد من
ذلك بكثير الامر الذي يحتاج "لمعالجات ما" بعد الانتخابات وصدور النتائج.
انتخابياً ينقسم المشهد الكسرواني- الجبيلي بين 5 لوائح هي: اللائحة المدعومة من التيار الوطني الحر، لائحة القوات اللبنانية، لائحة تحالف النائبين السابقين فريد هيكل الخازن وفارس سعيد وحزب الكتائب، لائحة جان لوي قرداحي وحزب الله ولائحة المجتمع المدني.
وتؤكد اوساط انتخابية ان الكفة تتأرجح في هذه الدائرة بين هذه القوى اذ تبلغ حصة دائرة كسروان- جبيل 8 مقاعد نيابية، موزّعة ما بين 2 موارنة وشيعي واحد لجبيل و5 موارنة لكسروان. ويبلغ عدد الناخبين في هذه الدائرة 175 ألف ناخب: 143632 مارونياً، 18756 شيعياً، 3345 روم أرثوذكس، 2452 أرمن أرثوذكس، 2340 سنّياً، 2308 روم كاثوليك، و2201 مسيحي من طوائف أخرى. أما نسبة الاقتراع في انتخابات 2009 فكانت مرتفعة جداً، إذ بلغت 67.2%. ومن المتوقع في 6 أيّار 2018 أن ينتخب نحو 120 ألف ناخب. بالتالي، سيكون الحاصل الانتخابي نحو 15 ألفاً.
وتتوقع الاوساط ان تنال لائحة التيار برئاسة شامل روكز على 3 او 4 مقاعد مارونية وقد تحصل لائحة الخازن على 3 مقاعد في حين يمكن للائحة جان لوي قرداحي والتي ينضوي فيها زعيتر ان تحصل على مقعدين.